9
Marchالتعليم الإلكتروني
إن نظام التعليم هو احد مقومات حياه المجتمعات المعاصرة، ودور هذا النظام
ليس إحضار وعرض المعلومات ومصادرها للطلبة بـــــل أيضا كيفيه عرض هذه
المعلومات وتأكيدها وتقييمها ...
فلو تسألنا، لو توفر للإنسان كل البيانات والمعلومات عن اي شيء
بالدنيا بحيث يتوصل لتلك المعلومات وقتما وحيثما شاء، فهل لا يزال يحتاج
إلى نظام تعلم؟
الإجابة نعم، لكن هذا النظام سيختلف عما تعودناه من أنظمة التعليم وعما شاهدناه سابقا من محاولات على الوب من صفحات تسلسلية.
أيضا، ليس غريبا ان يبحث التعليم عن نسخة الكترونية له في ظل
مجتمع (e-Socity) يتميز بخدمات الكترونية من تجارة الكترونية وحكومة
الكترونية ... الخ، ولان نظام التعليم يبحث دائما عن أدوات وطرق تعلم
جديدة؛ لكي يتبناها داخل نظامه؛ لتحسين عملية التعلّم، فقد وجد ان إحدى تلك
الأدوات الأكثر تقدما هي التعليم الإلكتروني eLearning، الذي انتشر كأداة
حديثة ومهمة من خلال انتشار الإنترنت بسنوات التسعينات. وحاليا، هناك
العديد من المراكز التعليمية (في الجامعات والمؤسسات الكبيرة) التي تعتمد
عليه كوسيلة تعليم مرنه، وكذلك كوسيلة تعليم عن بعد.
وهناك من يتسأل: هل التعليم الالكتروني يسعى للحلول محل التعليم التقليدي؟
راينا ان eLearning لا يسعى للحلول محل التعليم التقليدي، بل
لدعم عملية التعلم بوسائل جديده وتسهيلها بحيث تتصف بالمرونة بالمكان
والزمان. انه يسعى لايجاد بيئة تعليمية تدمج فيها مجموعة من الأدوات بطريقة
مؤثرة وفعالة.
المفاهيم الجديدة في الفضاء الانترنتي تتفق بشيء تقريبا
هو انها ليس لها تعريف محدد، فمصطلح eLearning لا اتفاق على تعريف محدد له،
فهناك من وسع نطاق التعريف بحيث شمل اي تعليم يتم عبر وسائل الكترونية
(راديو، TV، شبكات، أشرطة، CD´s ...الخ ومنهم من حصره بالشبكات.
أما بخصوص أدوات eLearning ، لا نريد هنا مناقشة هل
أدوات مثل: الأشرطة السمعية والبصرية، CD والستلايتات... الخ هي جزء منه أم
لا، لان تلك الأدوات ستستخدم عموما ولو جزئيا معه. ببساطة، يمكننا إن
نعتبر eLearning عموما كمظلة تغطّي كل أنشطة التعلّم –تقريبا- في أي وقت
وبأي مكان، على جهاز كمبيوتر موصول عموما بشبكة.
إجمالا، نرى ان eLearning يدعم وجهه نظر التعليم المركز
على الطلبة، حيث يوجد عده أدوات متاحة لهم في حين ان التعليم التقليدي يركز
على المحاضر والمدرب.
eLearning ، لكي ينجح يحتاج لمتطلبات وشروط ضرورية،
بعضها تقني مثل: بنية تحتية تكنولوجية، Bandwidth عالية، خادم قوي و
برمجيات خاصة LMS. وبعضها تنظيمي وإداري، من أبنية وأنظمة وإدارة عصرية.
وبعضها الاخر متطلبات بشرية، من خبراء يتحكمون بكل النظام، وتدريب خاص
للمحاضرين وكذلك تدريب للطلبة المشمولين بالنظام.
ان الواقع الحالي وتوقعات المستقبل تشير بوضوح ان
الانترنت تنتشر بقوة حيث يوجد: أكثر من 600 مليون مستخدم لها وأكثر من 300
مليون host (استضافة).
وموازيا لذلك فان eLearningينمو يوميا وباضطراد، حيث ان 60% من المؤسسات استعملت حلول eLearning خلال2003/04 .
للتعليم الإلكتروني أسلوبان: المتزامن وغير المتزامن
Synchronous eLearning : المحاضر والطلبة يتواجدون بنفس
الوقت ويتواصلون مباشرة ولكن ليس بالضرورة بالتواجد الفيزيائي بنفس المكان.
Asynchronous eLearning: ليس ضروري ان يتواجد المحاضر والطلبة بنفس الوقت
أو نفس المكان، مثل استخدام الاميلات ومنتديات النقاش ... الخ.
كلا اسلوبي التعليم الإلكتروني: المتزامن وغير المتزامن،
له حسناته وسيئاته، ورأينا أن الجامعات أكثر احتياجا للأسلوب وغير
المتزامن أكثر من الأسلوب المتزامن لأسباب كثيرة من أهمها: * جدول مواعيد
الطلبة مختلفة. * التكنولوجيا المطلوبة للأسلوب المتزامن باهظة. * اغلب
الطلبة لا يمتلكون انترنت سريعة.
يمكننا ملاحظة الفوائد والنواقص التي ترافق التعليم الالكتروني مقارنة بالتقليدي:
الفوائـــد:
** المرونة والملائمة:
سهولة وسرعة الوصول بأي وقت وأي مكان
إمكانية اختيار مكونات من مساقات اون لاين تتزايد كمياتها باستمرار
تغذية راجعة فورية عند استخدام واجبات وامتحانات وتمارين اون لاين
سهولة وسرعة مراجعة، تحديث و تحرير وتوزيع المكونات التعليمية
الغير متزامن يسمح للدارس ان يدرس حسب قدرته (بسرعة أو ببطيء)
يقدم تسهيلات وأساليب تعليمية متنوعة تمنع الملل
يسهل متابعة الطلبة ولو كانوا كثر
سهولة وصول الآلاف لنفس المصدر نفس الوقت بخلاف المصادر الورقية
** الــوقــــت :
توفير الوقت
تنظيم الوقت بحيث يجدول دروسه حسب عمله وعائلته
أسرع لأنه يتيح للطالب القفز عن مواد ونشاطات يعرفها
** الــمال : حيث يخفض ...
تكلفة السفر والتنقل والمعيشة
تكلفة الإنتاج والتوزيع للمواد التعليمية
تكلفة المكاتب والمحاضرين
تكلفة ضياع وقت العاملين
** الاتصالات والتفاعل :
إمكانية الاتصال والتفاعل بين الطلبة والمحاضر عبر دروس اون لاين
إمكانية الدراسة بأي مكان يتوفر فيه كمبيوتر وانترنت
التفاعل بين المحاضر والطالب أفضل في حالة صفوف مكتظة
المساوئ: يعاني eLearning من بعض المحددات، والتي هي حوافز للدراسة والبحث لحلها:
تحتاج بنية تحتية تكنولوجية قد لا تتوفر ببعض الأماكن
الباندويدث المحدود قد يعيق عملية التعليم لا سيما في التحميل والتعامل مع الملتيميديا
تكلفة البداية عالية
بعض الطلبة قد يشعر بالضياع أو الإرباك بشان الأنشطة التعليمية
بعض الطلبة قد يشعر بالعزلة عن اقرأنه وأستاذه
بعض المساقات يصعب توزيعها اون لاين والبعض الاخر يحتاج لمزيد من التواصل الشخصي
الطالب يحتاج لمعرفة مهارات الحاسوب
* LMS: أنظمة إدارة التعليم هي برمجيات تؤتمت
إدارة نشاطات التعليم والتعليم، من حيث المساقات، التفاعل، التدريبات
والتمارين ... الخ.
انLMS يعتبر أساس حلول التعليم الالكتروني في الجامعات.
عموما، يوجد مفاهيم مثل Portal of Education y LCMS قريبة من مفهوم LMS مع بعض الاختلافات اليسيرة.
ان أنظمة إدارة التعليم يمكن ان تكون برمجية تجارية
(مملوكة) أو برمجية مفتوحة المصدر OSS. وباختصار شديد، فان OSS هي برمجية
تسمح بـ استعمال، مشاركة، تعديل وتوزيع الكود الخاص بها. ان برمجيات
التعليم المفتوحة المصدر هي مجال واعد، صاعد وملائم للتعليم الجامعي .
كما يؤكد عنوان الرسالة فان الرسالة تركز على التعليم
الالكتروني في بيئة جامعية وليس في شركة أو مؤسسات أخرى، وسنذكر هنا أنواع
الجامعات:
1-جامعات تقليدية: والتي تعطي تعليم للطلبة وجه لوجه في قاعة، مثل اغلب جامعات الوطن.
2-جامعات مفتوحة: التي تعطي تعليم مفتوح أو تعليم عن بعد ومثال ذلك ألجامعة العربية المفتوحة.
3-جامعات افتراضية: لا نوجد مباني حقيقية وكل خدماتها تقدم بواسطة الانترنت، مثال جامعة كندا الافتراضية.
الدور التقليدي للجامعات سوف يتغير قطعا، وبرامج
التعليم بها سوف تكون أكثر انفتاحا بحيث تتبنى برامج مفتوحة وبرامج
افتراضية لبعض المساقات، والتعليم الالكتروني سيدمج لجميع أنواع الجامعات
والبرامج التي تطرحها، بحيث لا يعاد الإشارة إلى eLearning كشيء منفصل.
حقا، لا نستطيع تصور جامعة مستقبلية دون eLearning